قتلوها في كربلاء ..
بسم الله الرحمن الرحيمـ ..
السلامـ عليكمـ ورحمه الله وبركاته ..
اللهم صليـ على محمد وآل محمد ..
السلامـ عليكـ يا أم المصائب زينب ..
السلامـ عليكـ يا عقيلة بني هاشمـ أيتها المخدرة المصونة ..
وعلى أخيكـ الحسين (ع ) ..
وعلى أولاده وأنصاره وأصحابه ..
( مجهود شخصي كتابي من مكتبتي الخاصة ) ..
قتلوها في كربلاء ..
زينب التي أعدها الله لكي تحتمل مصائب كربلاء ، كانت تضيف جرحاً بعد آخر إلى قلبها ، فهي من شهد وفاة أمها سيدة نساء العالمين (ع ) سراً في ظلام الليل ، ومن ثم رأت دماء والدها أمير المؤمنين (ع) في محرابه ، وهي التي رأت أخيها الحسن المجتبى (ع) ينازع السم ويتلقى السهام بنعشه قبل أن يدفن بعيداً عن والده رسول الله (ص)، فكان لها في كل هذه المصائب التي تشّيب لها الولدان تمهيد المصيبة أكثر حرارة من كل هذا .
زينبالتي مهد الله لها مقتل أخيها في يوم العاشر بأن ترى أنصاره يتسارعون إلى مضاجعهم ، وأن ترى أهل بيتها يلحقون بهم الواحد تلو الآخر ، وذلك قبل أن يحين موعد بلائها فتقدم جواد المنية إلى أخيها وأن ترافقه بروحها متلقية كل طعنة تلقاها وكل سهم أصابه ، فلولا أن الله أراد لها أن تكمل مسيرة أخيها لكفاها ما أصابها يوم العاشر لكي تلاقي حتفها .
لكنها جرت جراحها خلفها وهي تحمل أخيها لتقدمه قربانا ، وكتمت ألم احتضارها وهي تقارع طاغية الشام في قصره من بعد رحلة سبي طويلة ،وهي عالمة بأنها ستكون أسرع من يلحق بأبيها ، وهي لم تمت من كبر سن ولا من سم ، بل أن وفاتها كانت لما أصابها من جراح العاشر وإن أخر الله منيتها ، وكانت شهيدة كربلاء ، وإن باعد الله مدفنها .