ماذا يأكل مريض السكر
يحتار الكثير منمرضى السكر في نوع الغذاء الذي يجب عليهم أن يتناولوه، فالطعام لدى مريض السكري هوأهم عامل في مواجهة خطر هذا المرض، أو تجنب مضاعفات، أو السيطرة عليه.
لذلك،فإن السؤال الأكثر إلحاحاً لدى مريض السكر، هو: ماذا يتعين عليه أنيأكل؟
إن مريض السكر بحاجة إلى جميع العناصر الغذائية كالنشويات والدهونوالبروتينات، إضافة إلى الفيتامينات والمعادن.
فالنشويات _على خلاف ما كانيعتقد سابقاً_ يجب أن تشكل الجزء الأكبر من كمية الطعام اليومية لمريض السكر، تليهاالخضراوات والفواكه، ثم الألبان واللحوم، بينما تشكل الدهون والزيوت والحلوى الجزءالأصغر من كمية الطعام اليومية.
عليك بالسكرالبسيط:
يجب معرفة أن السكر لا يقتصر وجوده على الأطعمة ذات المذاقالحلو، فالكثير من المواد الغذائية تحتوي على كمية كبيرة من السكريات، مثل: الخبزبأنواعه، الحبوب، الأرز، القمح، والأغذية المصنعة من الحبوب كالمعكرونة، والنباتاتالغنية بالنشاء، كالبطاطا والذرة والفاصوليا والبقول والعدس والحمص والفول والفواكهوعصيرها، والحليب واللبن.
وتقسم السكريات بنوعيها إلى بسيطة ومعقدة؛فالسكريات البسيطة هي: السكريات المكونة من جزيئات بسيطة موجودة بالحليب ومشتقاته،والفواكه، وسكر القصب، وذلك لاحتوائها إما على سكر أحادي، كسكر الفواكه وسكر العنب. أو سكريات ثنائية، كسكر القصب (سكروز) المكون من سكر العنب وسكر الفواكهوغيره.
أما المعقدة: فتحتوي على جزيئات عديدة. ونجدها بالخبز والحبوبوالبقول والنباتات النشوية.
ولقد كان المعتقد أن السكريات المعقدة بطيئةالهضم ولا يتم امتصاصها سريعا في الجهاز الهضمي، لذا كان ينصح مرضى السكر بتناولها. أما السكريات البسيطة آنفة الذكر، فكان يعتقد أنها سريعة الهضم والامتصاص، وكانمرضى السكري ينصحون بالابتعاد عنها.
والسؤال يطرح نفسه: لم هذا التبدل فيالإرشادات؟
الجواب: أن الباحثين أحرزوا تقدما هائلا حول معرفة الآلياتالبيوكيميائية كما الفيزيولوجية، والتي تتدخل في إفساد أو تعديل الغلوكوز أيضاً،الذي يؤثر على مستواه في الدم.
توصيات غذائيةجديدة:
هذه الأبحاث أدت إلى تعديل التوصيات الغذائية، حيث دعت إلىعدم حرمان مريض السكري من كل السكريات. وبينت هذه الدراسات الحديثة أن تناولالأطعمة ذات مشعر سكري منخفض، يساهم في خفض معدل كلوكوز الدم بعد الوجبات، مقارنةبالأطعمة ذات المشعر العالي. وبالتالي فإنه يمكن للمريض أن يسيطر على نسبة السكر فيدمه بشكل أفضل. إذ أن الطعام الذي يحتوي على أغذية منخفضة السكر والفقيرة بالشحومالمشبعة والغنية بالألياف، يمكن أن يقلل من نسبة الإصابة بالنوع الثاني من السكري،ويقلل أيضاً من نسبة الإصابة بأمراض القلب الوعائية. وهذا يحصل بمساعدة الجسم علىاستخدام الغلوكوز كمصدر للطاقة، وخفض شحوم الدم الثلاثية (تريغليسيريد) ورفع مستوىالكوليسترول الحميد عالي الكثافة (hdl). كما أن المشعر السكري المنخفض يساعد علىالشعور بالشبع باكراً، وهذا بالتالي يساعد المريض على التحكم فيوزنه.
النشويات تؤدي لهبوط السكر:
إنالطعام الغني بالنشويات المكررة، مثل الخبز الأبيض والرز الأبيض (المصري) والمعكرونة البيضاء والبطاطا يتمثّلها الجسم بسرعة، لأنها تحرض الجسم على إفرازالأنسولين، مما يؤدي إلى هبوط سريع للسكر، وبالتالي شعور المرء بالجوع، مما يدفعهلتناول المزيد من الطعام، وهذا يخلق في الجسم مع الأيام مقاومة لعمل الأنسولين،فيدخل في دوامة تؤدي إلى البدانة وإرهاق البنكرياس، فتتحقق بذلك الإصابة بمرضالسكر.
ولتجنب هذا على مريض السكر أن يتناول كمية قليلة من السكروالكربوهيدرات المكررة، عبر الاعتماد في غذائه على طعام غني بالألياف، مثل الحبوببقشورها، وخبز القمح الكامل، والأرز الأسمر، والمعكرونة السمراء، والبرغل،والبقول.
الألياف! من أين نحصلعليها؟
من النخالة، قشور الخضار، البقول كالفاصوليا والحمص والعدس. الحبوب. الخضار كالسبانخ والخس والزهرة والبراصيا. الفاكهة وخاصة الحمراء منها مثلالفريز والتوت وذات القشرة مثل التفاح والدراق.
مع تحيات