كلمة لا بد منها في ذكرى سيد الشهداء ع!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
قال تبارك وتعالى: "ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"، إن من أعظم الشعائر الإلهية وأبرز مصاديقها إحياء ذكرى سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) خصوصاً في موسم عاشوراء، فإن الهدف الذي سعى الإمام الحسين (عليه السلام) لتحقيقه يوم عاشوراء هو ما ورد عنه بقوله " وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر".
فإحياء ذكرى الحسين (عليه السلام) إحياء للدين وللغايات الإلهية التي قام الإمام الحسين (عليه السلام) من أجلها، وقد جرت سيرة الشيعة الإمامية منذ زمان مقتل الحسين (عليه السلام) إلى يومنا هذا على إحياء الذكرى بالبكاء والإبكاء ولبس السواد ولطم الصدور وعقد المآتم والمجالس الخاصة بالرجال والمآتم الخاصة بالنساء فإن كل ذلك من الأمور الراجحة شرعاً والقربات العظيمة لما ورد عن الأئمة (عليهم السلام) من الروايات الكثيرة التي تحث على إقامة هذه المجالس كما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) "أتجلسون وتتحدثون قلت بلى سيدي قال إني أحب تلك المجالس فأحيوا فيها أمرنا من جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب" ولما ورد عنهم (عليهم السلام) من الحث على إظهار الجزع والحزن على مصائبهم بكل ما بعد مظهراً لذلك، ففي الوسائل باب 66 من أبواب المزار نصوص عديدة منها صحيحة معاوية بن وهب عن الصادق (عليه السلام) إنه قال لشيخ: أين أنت عن قبر جدي المظلوم الحسين (عليه السلام) إني لقريب منه قال (عليه السلام) كيف اينانك له؟ قال (عليه السلام) إني لآيته وأكثر قال: ذاك دم يطلب الله تعالى به ثم قال: كل الجزع والبكاء مكروه ما خلا الجزع والبكاء لقتل الحسين (عليه السلام)".
فالمطلوب من جميع المؤمنين الاهتمام بإظهار الحزن والأسى في أيام عاشوراء وإقامة المراسيم العزائية بما يكون مصداقاً للجزع على مصائب أهل بيت النبوة (عليهم السلام) وحث نساءهم وأطفالهم على هذه الشعائر في ضمن حدودها الشرعية ومنها عدم استخدام الموسيقي اللهوية في مواكب العزاء، ومنها عدم التصفيق في مجالس أهل البيت (عليهم السلام) لكونه موجباً لوهن هذه المجالس، ومنها عدم استخدام آلات اللهو أثناء العزاء وعدم إنشاد الشعر بألحان الغناء، وتخصيص أماكن للرجال وأماكن للنساء كما هو المتعارف بين المتدينين، وعدم استغلال المنابر والمواكب لتحقيق الأغراض السياسية والدنيوية.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق جميع المؤمنين لإحياء ذكرى أهل البيت (عليهم السلام) وأن يكونوا مصداقاً لما ورد عنهم (عليهم السلام) شيعتنا منّا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، إنه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته