((ولما جاء يسوع الى نواحي قيصرية فيلبس سال تلاميذه قائلا:من يقول الناس اني انا ابن الانسان؟ فقالوا قوم يقولون يوحنا المعمدان واخرون ايليا واخرون ارميا او واحد من الانبياء قال وانتم من تقولون اني انا فاجاب سمعان بطرس وقال انت المسيح ابن الله الحي 00فاجاب يسوع وقال له طوبى لك ياسمعان بن يونا ان لحما ودما لم يعلن لك لكن ابي الذي في السماوات)).
وكتوطئة للحديث لابد من الاشارة الى الشخصيات التي اهتم بها الانجيل اكثر من غيرها وجعلها مرددة وشبه غامضة في الروحية العامة للانجيل وهي كالاتي00
1-ابن الله 2-ابن الانسان 3-ايليا
ولو امعنا النظر في الرواية السابقة لوجدنا بان هناك اختلافا ما بين شخصية ابن الانسان وبين شخصية ابن الله سبحانه عما يقولون0اذ اقر يسوع ماقاله صاحبه من انه ابن الله وسكت عن ابن الانسان وسكوته قرينة دالة على كونه ليس ابن الانسان بل بحسب كلام الانجيل انه ابن الله ولو ثبتنا في اذهاننا ان شخص(ابن الانسان)ليس هو شخص (ابن الله) لتذللت امامنا عقبات تفيد في الاقتراب من الشخصية الحقيقية للقائد المصلح وعلى ذلك سوف نقيم عدة قرائن تثبت على انه اي يسوع ليس ابن الانسان مستندين على قاعدة الالزام:
1-انه لم يقر على ان شخصه هو ابن الانسان بل كان مجرد تساؤل وحسب فهمي انما سال اصحابه لكي يستعلم من يعتقدون انه هو او كان سؤال ولكن بصيغة استنكارية على ان ما اقره بالفعل هو ابن الله لا ابن الانسان0
2-انه فعلا ليس ابن الانسان لكي يصح ان يلقب بذلك وحادثة ولادته اشهر من ان تذكر فانه ولد من غير اب فكيف نسب الى الانسان0
3-انه اي يسوع حينما يذكر ذلك اللقب يتكلم عنه بضمير الغيرية وكانه غير موجود حيث نسمعه يقول مثلا(وفي ذلك الحين يرى الناس ابن الانسان آتيا في السحاب)مرقس الاصحاح الثالث عشر0
او يقول(ومن يستحي بي وبكلامي في هذا الجيل الخائن الشرير يستحي به ابن الانسان متى جاء في مجد ابيه مع الملائكةالاطهار) مرقس الاصحاح الثامن0
وهذا واضح انه لم يرد بلقب ابن الانسان اذ نسمعه عندما يتكلم عن نفسه يتكلم بضمير الحاضر ولكن عن ابن الانسان يتكلم بضمير الغائب فلو قارنا في اذهاننا مابين العبارتين (من استحى بي)و(متى ما جاء)لاصبح الامر واضحا ولا يحتاج الى كلام اذ هما شخصان اثنان0
4-اننا لو نظرنا بنظرة اخرى للجميع بين اللقبين(ابن الله وابن الانسان)لاتضح لدينا ان يسوع ليس هو من يمثل كلتا الشخصيتين بل يمثل شخصية احدهما وبما ان المسيحية التزمت بلقب ابن الله وكان عندها ذلك من ضروريات الدين التي لالبس فيها اذن ابن الانسان شخص اخر والا لو قالو بان يسوع هو ايضا ابن الانسان للزم المحذور اذ كيف يكون ابن الانسان وابن الله في آن واحد ولظهرت عندنا اشكالات لايقبلها المسيحيون فضلا عن المسلمين:
الاشكال الاول.. ان يكون الله انسان بعد حذف كلمة(ابن)الذي هو يسوع0
الاشكال الثاني..ان يكون الانسان اي انسان هو الله ولا وجود له وهذا كفر صريح.
الاشكال الثالث.. لو كان احد الفرضين السابقين صحيحا وهو كون الله انسانا او كون الانسان هو الله لانتفت الحاجة الى كون يسوع(ابن)لان الانسان خير من الابن فهل يعقل الجمع بين اللقبين ..؟؟؟؟
مع تحيات اسد بابل الجريح