اياكم والتعدي على حقوق الناس
>>>>>>>>>>>>>>>
كان الحجاج الايرانيون يذهبون الى الحج عن طريق النجف الاشرف,
وكان احد من هؤلاء الحجاج يحمل سفطآ قد جمع
فيه مجوهرات ثمينة, فسال عن الثقة الامين في هذا البلد, فاخبره اهل النجف عن شخص معروف بالامانة, فاودع ذلك السفط عنده,وصار يتردد عليه طيلة وجوده في النجف,
فلما سارت قافلة هذا الرجل الايراني,
>>>>>>>>>>>>>>>
غرت هذا الرجل الامين نفسه وزينت له فتح السفط, وعندما فتحه وجده مملوء بالجواهر الثمينة, فعزم على ان لا يرده الى صاحبه مهما كانت الاحوال,
ولما عاد الحجاج من أداء مراسم الحج جاء الحاج الايراني الى من أودع عنده سفطه طالبآ إياه, فأنكره عليه انكارآ شديدآ,فذهب الحاج المسكين الى حرم امير المؤمنين وتعلق بالضريح المقدس مستغيثآ بالله تعالى,
متوسلآ بامير المؤمنين (ع) فراى الامير (ع) في عالم الرؤيا, فذكر له قصته فقال له:اذهب الى ولدي السيد هاشم الحطاب, وكان السيد هاشم من العلماء الابرار,ومن الوعاظ المحترمين الذين يصدقهم الناس ويتأثروا بمواعظهم.
>>>>>>>>>>>>>>
فسال الحاج الايراني عن السيد هاشم الحطاب, فقيل له: انه غائب في عمله يجمع الحطب فانتظره السيد في باب النجف,وكان لمدينة النجف الاشرف يومئذ سور له باب فانتظره هناك فلما جاء السيد هاشم أرشدوه اليه,لكن الحاج الايراني لم تملا عينه هيئة السيد هاشم وثيابه المتواضعة, فلم يتكلم معه بشيء,فرجع الى الحرم وظل يتوسل ويستغيث, واذا به في الليلة الثانية يرى نفس الرؤياء فذهب للقاء السيد هاشم, فلما جاء نهض اليه مستغيثآ به طالبآ ان يساعده في استرجاع امانته قال له السيد هاشم: اين كنت؟انا كنت منتظرآ لك منذ يومين,
>>>>>>>>>>>>>
لأن جدي أمير المؤمنين أمرني بذلك, فاعتذر الحاج الأيراني.وحينما حل عصر ذلك اليوم- وكان للسيد هاشم مجلس للوعظ في الصحن الشريف عصرآ_ ارتقى السيد هاشم المنبروقال للنا: لن اتكلم هذا النهار عن الموعظة
وإنما سأقص عليكم قصه كتمتها ثلاثين سنة, ولولا ان أمير المؤمنين (ع) أمرني بإظهارها لما أظهرتها,
ثم قال: انه عندما كان يذهب الى جمع الحطب كان يمر ببقال في باب مدينة النجف, وهو فلان وسماه وكان معرفآ
في أوساط النجفيين وقد توفى منذ ثلاثين سنة وقد اشتريت منه يومآ مقدارآ من التمر, فيقى عندي ما يساوي أقل أجزاء العملة!يعني أقل من- فلس- عن مقدار دينه في رقبتي, ومضت على ذلك أيام, وفي ليلة من الليالي رأيت
فيما يرى النائم أن القيامة قد قامت, وإذأ بالصراط قد نصب للناس, فمررت عليه وسئلت أولآ عن الولاية,
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
ثم عن الصلاة,والزكاة والصوم والحج والجهاد وغيرها,وكنت كلما انتهيت من مرحلة يؤمر بي بالوقوف في
غيرها لأسال عن حقها, الى ان انتهيت الى موضع العرض على الله جل وعلا, وهو الموضع الاخير الذي يسأل فيه العبد عن حقوق الناس, فأمر بي والن في اعظم دهشة واضيق حال وصرت استغيث من ذلك الحال: باني لست مطلوبآ لاحدآ من الناس, وبينما انا استغيص وإذا بالبقال قد اقبل وهو قطعه من النار تسوقه الجلاوزة وهو يناديني قائلآ: اين حقي؟ فقلت: وماهو حقك؟
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
فطالبني بذلك المقدار القليل المتبقي في ذمتي له فقلت له:لقدآ برات ذمتي منه, فقال نعم ولكني لم افعل, فتحيرت
وانا في تلك الشدة والضيق, قلت له:خذ قطعة من لحمي بدلآ عنه ودعني أجوز على الصراط, فقال:لا ولكن دعني أبرد إصبعي بغمسها في فخذك, فاستسهلت الام وقدمت اليه فخذي فوضع أصبعه عليه, فاحسست اني
التهبت بكل كياني, وانتبهت من رقدتي ورايت الاثر في فخذي, ومازلت اقوم بمداويه منذ ذلك التاريخ, وهذه
اثاره.ثم كشف للناس عن فخذه ثم قال:
>>>>>>>>>>>>>>
فليتق الله المؤتمن على السفط وليؤد الامانة الى صاحبها والا فضحته بين الناس,
فقام المؤتمن من ساعته وارجع السفط الى صاحبه, فاعتبروا يا أولي الباب!!
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>
القصه حلوه عن الامانة لازم ترجع لصاحبه قبل لا تحترق بنارها يوم الحساب
هذه القصه من كتاب شواهد المبلغين
******************
مع تحيات اسد بابل الجريح
